حقيقة المخطط الصهيوني في أحداث سيناء


فى حال كنتم مؤمنين بنظرية المؤامرة.. إذن نحن أمام مؤامرة إسرائيلية صايعة ضحت فيها إسرائيل بحافلتين وسبعة من مواطنيها مقابل الكثير من المكاسب..
أولا: ضمان إنهاء تلك الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية، التى تملأ مدن إسرائيل التى اقتربت من الإطاحة ببنيامين نتنياهو وحكومته.. ثانيا: الحصول على ذريعة انتقامية تستطيع من خلالها شن حملة عسكرية على قطاع غزة تستعرض فيها قوتها وسط تلك الأجواء الثورية العربية التى تحيط بها..
ثالثا: تلقيح الكلام على مصر فى ما يخص حفظها للأمن فى سيناء وجر شكلها واختبار رد فعل مصر حيال ذلك التلقيح للكلام..
رابعا: تذكير الناس بأن هناك ما يسمى بإسرائيل فى المنطقة، حيث خطفت الثورات العربية الأضواء منها لدرجة نسيان وجودها من أساسه..
خامسا: ظهورها بمظهر الدولة المهددة أمنيا وسط كل تلك القلاقل التى تحيط بها من كل جانب، وهذا المظهر هو العصب الرئيسى الذى تقوم عليه دولة إسرائيل فى الأساس!


فى حال كنتم غير مؤمنين بنظرية المؤامرة.. إذن نحن أمام عملية انتقامية من قبل العناصر المتطرفة والتكفيرية التى يشن عليها الجيش المصرى العظيم حاليا حملة تمشيط واسعة لتطهير سيناء منهم.. لتصبح العملية بمثابة صرف انتباه للجيش المصرى عنهم وعن حملته الواسعة عليهم، وتوقيع الجيش المصرى فى الجيش الإسرائيلى، وبالتالى تستريح تلك العناصر المتطرفة قليلا، وتشم أنفاسها وتنظم صفوفها!


عموما.. وأيا كان تفسير ما حدث.. تظل هناك أمور طبيعية لا تستحق القلق وأمور أخرى تستحقه.. فوقوع عملية تستهدف إسرائيليين يعد أمرا طبيعيا بالنسبة إلى إسرائيل نفسها.. لكن غير الطبيعى هو ترك كل هؤلاء الإسرائيليين المعتصمين الذين يملؤون شوارع وميادين تسع مدن إسرائيلية مهمة، ويعتبرون هدفا مثاليا لأى جماعة تريد القيام بعملية ضد إسرائيل.. واستهداف حافلتين على طريق إيلات بدلا من ذلك!


غير الطبيعى أيضا هو ذلك التطور المتلاحق فى الأحداث.. فبعد كام ساعة من العملية فقط كانت ماكينة التصريحات الإسرائيلية والأمريكية قد اشتغلت.. فبينما صرح وزير الدفاع الإسرائيلى بأن «الهجوم يعكس ضعف سيطرة مصر على سيناء».. صرحت هيلارى كلينتون بأن «ما حدث فى إيلات يؤكد مخاوفنا بشأن الأمن فى سيناء».. ثم عاد الجيش الإسرائيلى ليؤكد أن غزة تقف وراء العملية، وبعد ساعات من العملية شنت إسرائيل غارة جوية انتقامية مبدئية على رفح بقطاع غزة، راح ضحيتها 6 فلسطينيين.. بعدها بقليل وردت أنباء تفيد حدوث إطلاق نيران عشوائى على كمين «الريسة» على طريق العريش من مجهولين ملثمين.. بعدها أنباء تفيد مقتل ضابط أمن مركزى مصرى وجنديين وإصابة ثلاثة آخرين فى اشتباكات بين الجنود المصريين والإسرائيليين عند إحدى النقاط الحدودية!


منطقى أن نقلق.. فتلك السرعة التى تطورت بها الأحداث، وتلك السرعة التى صدرت بها تصريحات الخارجية الأمريكية (تقولش هيلارى كلينتون قاعدة على المايك مستنية) وذلك الاتهام الإسرائيلى لمصر بضعف السيطرة على سيناء.. وذلك الاشتباك المسائى بين جنود مصريين وجنود إسرائيليين وسقوط قتلى من كلا الجانبين.. كل هذا قد يدعونا إلى القلق! ومنطقى أن لا نقلق.. لعلمنا المسبق بكل ذلك التاريخ من التوتر الذى تعيشه سيناء.. تلك الأرض التى خضنا حربا عظيمة من أجل تحريرها، ولما حررناها رميناها وراء ظهورنا وتركناها صحراء جرداء لا تصلح للحياة، بقدر ما تصلح أن تكون وكرا للجوء العناصر المتطرفة والتكفيرية والمطلوبة أمنيا.. وهى العناصر التى يخوض جيشنا المصرى البطل حاليا عمليته التطهيرية «نسر» من أجل القضاء عليها.. وطبيعى أن بعض تلك العناصر (قاعدة بقى أو جهاد أو تكفير وهجر) قد تفكر فى تشتيت الجيش المصرى عن طريق القيام بعملية مثل عملية إيلات!


إذن.. ما حدث مؤامرة ولا لأ ؟! ينبغى علينا أن نقلق ولا مانقلقش؟! بصرف النظر عن كونه مؤامرة من عدمه، وبصرف النظر عن قلقنا من عدمه.. بصرف النظر عن كل هذا.. تعالوا ننتهزها فرصة ونتوحد مرة أخرى بعد أن أصابتنا الفرقة والشقاق.. وادعوا معى لأبناء الجيش المصرى العظيم.. هؤلاء الرابضون على الحدود المشتعلة والخطرة من أجل أن نجلس نحن فى أمان (ما دمنا بعيدا عن طريق 6 أكتوبر) نستمع إلى بيانات المجلس العسكرى، التى أصبحت مؤخرا أشبه بإيميلات خفيفة متبادلة بين أصدقاء.. مش بيانات تصيغ تلك الفترة الحساسة من تاريخ مصرنا العظيمة!

Blog Widget by LinkWithin
Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
إتصل بنا | سياسة الخصوصية | Privacy Policy | Contact Us | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة
x

Like Our Facebook Fan Page

. .. ... ....
Follow scope_online on Twitter

x

Subscription to SimplexDesign